ورضي الله عنهertoni. وهنا يفترض أن القسم المركزي للمنطقة اللغوية يقوم بدور مصدر الإشعاع للابتكار أو الابتداع، وأن الأجزاء النائية من المنطقة عادة ما تنجو من هذا النفوذ، وبالتالي فهي تكشف عن ملامح محافظة مشتركة في مناطق تفصلها مسافات بعيدة, فحيث نجد -على سبيل المثال- اللغتين الكلتية والهندية الإيرانية تتفقان في ملامح مشتركة لا تظهر في المناطق المتداخلة الهندية الأوربية، فإن هذا يعزى إلى النزعة المحافظة للمناطق الجانبية. وحينما نجد اللغتين إلى Hispanic, والـRumanian تظهران ملامح قليلة متماثلة ربما تكون قد حدثت بمحض الصدفة فإننا ننسى الجزء الأعظم من الظواهر الأخرى موضوع الاختلاف، ونصدر مع ذلك حكما بترابطهما شبه الغامض, وقد أقام اللغويون الرومانيون علاقة بين الإيطالية الجنوبية الوسطى، والرومانية، ليس على أساس سوى اشتراكهما في إسقاط الحرف اللاتيني النهائي "-s-"، و"يضاف إلى هذا نطق أصوات صامتة واقعة بين علتين، ولكن الأدلة على ذلك ضعيفة". أما كل الملامح الأخرى التي ترشح انضمام الإيطالية للغات الرومانسية الغربية، بينما تبعد الرومانية عن كليهما فإنه يتغافل عنها. وهذه الطريقة تتجاهل أغلبية الشواهد، وتركز على خاصة أو خصائص تخدم نظرية مسبقة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى خلق إحساس بأن علم اللغة التاريخي -على عكس علم اللغة الوصفي- يتصف إلى حد ما بأنه علم مليء بالأوهام.
وهناك مثال آخر لهذه العقلية حديث الوقوع، وهو الاعتقاد في إمكانية إعادة تركيب التاريخ اللغوي على أسس لغوية تاريخية Glottochronology والاعتقاد في العمليات الإحصائية المعجمية Lexicostatistics التي سبق وصفها بوضوح1, والمبنية على شواهد غير كافية يلتقطها الباحث بسرعة, وشيء آخر يدخل فيما وراء علم اللغة matalinguistics، وقد غلفه في الظلام عالم ذكي -ولكنه لغويا غير مؤهل تأهيلا كافيا- وهو رضي الله عنه.L. Whorf.