الناحية التاريخية أو الجغرافية فلا وجه للمقارنة مطلقا.
ويوجه نفس النقد إلى الاعتقاد الخاطئ أن أي طراز داخل اللغة يعد حسنا كأي طراز آخر، مع ما يستتبعه ذلك من النصيحة القائلة "اترك لغتك وشأنها" ودع المقادير تجري في أعنتها, وقد ظهر ذلك بشكل واضح في الجدل الملتهب الذي ثار بعد ظهور Webster's third international dictionary الذي وضع طبقا للأسس الوصفية التي تغفل وجود فروق بين الاستعمال الجيد والصيغة النموذجية والصيغة الرديئة والعامية وحتى المبتذلة.
إن الطبقية موجودة بين أشكال اللغة تماما كما هي موجودة بين اللغات. إن بعض اللغات تطاوعك أكثر من الأخرى، وتخدمك بصورة أفضل كوسيلة للاتصال الذي يعد أهم وظائف اللغة, ومع ذلك فلندرس بكل وسيلة ممكنة لهجات سكان الجبال، أو قطاع الطريق، سواء من وجهة النظر الوصفية الخالصة، أو لتحقيق أغراض خاصة. ولكن دعنا لا نعرض لدعوى أن كل أشكال اللغة من جميع النواحي تعادل اللغة المشتركة التي يتحدث بها كل المواطنين، مع بعض الاختلافات المحلية البسيطة.
وينبع من نفس الخطأ الأيديولوجي ما يقال عن "المتكلم الوطني"، والاعتقاد بأنه لا يخطئ، وأن الصواب والخطأ أحكام تطلق على اللغة حين يستعملها الأجانب, ومن جهات كثيرة جدا -بعضها ذوقي ذاتي محض، وبعضها قائم على أساس من تيسير الاتصال- توجد حالات وحالات كثيرة تكون لهجة الأجنبي المثقف فيها أفضل من لهجة الوطني الأمي السمجة, وإن الأمريكيين الذين لا يجدون صعوبة في فهم Charles رضي الله عنهoyer سوف يجدون صعوبة في فهم بعض المواطنين في مناطق أمريكية معينة, ولا يعني هذا أننا لا ينبغي أن نجاهد في تعلم وتعليم اللغة بطريقة نطق تقرب من النطق الوطني ما أمكن, ولكنه يعني ببساطة أن المرة الوحيدة التي يعتبر فيها نطق المتكلم الوطني الخالص نطقا بدائيا إنما ترتبط بأعمال المراقبة والتجسس.