فإنه يوجه نداءه وإغراءه للخيال العادي، كما يستدل على ذلك من الحقيقة أن هناك قليلا من المجلات الشائعة ما يخلو من جزء يتناول قوة الكلمة واشتقاقاتها.
إن المشاكل التي ما تزال تنتظر الحل على يد علم اللغة التاريخي لا تدخل تحت حصر, وهذا يصدق حتى على تلك المناطق التي تمت عليها دراسات واسعة في الماضي مثل الهندية الأوربية والسامية. وإن العلاقات الاشتقاقية وتطور اللغات -وبخاصة تلك التي يندر الحصول على مادة لغوية مكتوبة لها، "أو حتى تلك التي تشتمل على مادة لغوية مكتوبة كثيرة"- ومشكلة وحدة الأصل، ومشكلة ترجمة وتفسير اللغات القديمة التي لم تحظ حتى الآن بعناية الدارسين كلها تقع أمام عين باحث اللغة التاريخي وتناديه بأن يبذل عناية أكبر.
وهناك مهمة أخرى تحتاج بوجه خاص إلى مزيد من العناية العلمية، وهي مفردات اللغات الكبيرة، للوصول إلى النسبة المئوية المقترضة، وطبيعتها، ومصادرها، وليس هذا الإشباع حب الاستطلاع عند عالم اللغة مطلقا، ولكن عند عالم اللغة التاريخي. وإن الصلات بين علم اللغة التاريخي والتاريخ لفي حاجة إلى دعم قوي. كذلك فإن التطور اللغوي في حاجة إلى أن يوضع تاريخيا في مكانه الحقيقي.
أما ميدان علم اللغة الجغرافي فهو أكثر الميادين خصبا، لأنه أقل الفروع حظا من عناية الباحثين، ونصيبا من العمل المنظم. وإن مباحث علم اللغة الجغرافي قد حكم عليها علماء اللغة المتخصصون بأنها فرع خادم للفرعين الآخرين بدلا من أن يعالجوها بطريقة أساسية مستقلة. ومن الناحية المادية فإن علم اللغة الجغرافي يقدم الوعود بأن يكون أكثر الفروع الثلاثة عطاء وهبة ولكنه إلى جانب ذلك يدعو أكثر من الفروع الأخرى إلى مزيد من العناية التي يجب أن يتفق عليها بين الجهات الرسمية، من حكومية وصناعية، تلك الجهات التي عجزت حتى الآن عن أن تتصور مدى أهمية هذا العلم في حل كثير من