منها؟ في أي غرض ثقافي أو عملي يمكن استعمالها سواء من جانب الأفراد أو الجماعات؟ وهنا يبرز دور المتخصص في علم اللغة الجغرافي، ذلك الفرع الذي يعد أحدث فروع علم اللغة وأصغرها سنًا.
ويجب أن يكون واضحا منذ البداية أنه لا واحد من هذه الفروع الثلاثة لعلم اللغة يتناول بالتحديد طريقة تعليم أو تعلم أي لغة على انفراد. فهذه المهمة -منذ أمد بعيد- يقوم بها معلم اللغة الذي يعطي اهتماما للغته المعينة، ويتخصص في طرق تدريسها، ولكن معلم اللغة -شأنه في ذلك شأن الرجل العادي- يمكنه أن يستفيد من المعلومات اللغوية العامة التي يقدمها له علماء اللغة في الفروع الثلاثة السابق ذكرها، ويمكن أن نتصور لهذه الاستفادة واحدا أو أكثر من أشكال ثلاثة هي:
أ- وضع لغته المعينة تحت ضوء المبادئ العامة التي تتدخل وتتحكم في حركة اللغة.
ب- الكشف عن أطوارها التاريخية، حتى يمكنه أن يجيب على الاستفسارات المتنوعة بكيف ومتى ولماذا.
جـ- وأخيرا وضع لغته في مكانها بين لغات العالم، والكشف عن دورها العملي الذي يمكن أن تقوم به.
ومن أجل هذا وذاك لم يعد مستغربًا أن يتزايد اهتمام مدرس اللغة المتخصص بأبحاث علم اللغة، وأن يلقى هذا العلم اهتماما مطردا من كلياتنا وجامعاتنا، بل وحتى من مدارسنا الثانوية، كذلك ليس مما يثير الدهشة الآن أن تكون أبحاث علم اللغة ونتائجه موضع اهتمام من عدة مصادر حكومية وغير حكومية، وأن يتجه الجميع إلى البحث بمعدلات واسعة، بعد أن كادت المسافات تطوى بين أجزاء العالم. وليس هذا فحسب، بل إن هناك ميلًا من بعض الوكالات والأوساط الحكومية إلى أن تشترط في موظفيها -من الرجال