حديثا للغة نحو التوحيد والتجميع خارج المستوى المحلي أو الطبقي، وذلك بمساعدة الراديو والتليفزيون والأفلام الناطقة التي تنال لغتها إعجابا وقبولا، وبخاصة بين الأجيال الناشئة.
وإن بعض اللغويين يؤمنون بأن "اللغة هي ما يتحدثه الناس وليس كما يظن بعضهم هي ما ينبغي أن يتحدثه الناس". وهذا من وجهة نظرهم يشمل اللهجات المحلية والعامية والصيغ غير النموذجية بوجه عام، ويجعلها كلها على قدم المساواة مع اللغة النموذجية. وأي إنسان يختلف مع وجهة النظر المتطرفة هذه يتهم بالأرستقراطية وتقييم الأشياء بناء على ذوقه الخاص.
إنه من الممكن قبول القول بأن الصيغ العامية واللهجية وغير النموذجية كلها صيغ حية ومستعملة. ومن الممكن أيضا قبول القول بأن كثيرا من هذه الصيغ كان في الماضي داخلا ضمن اللغة النموذجية، ومنظورا إليه نظرة احترام وتقدير وإن التقليل من قيمة أي من هذه الصيغ، والنظر إليها على أنها أقل من الناحية الأدبية والجمالية ليعد شيئا فرديا، كما أنه يعد تفضيلا ذاتيا, ومع هذا فإنه يجب أن يظل واضحا أن بقاء مثل هذه الصيغ اللهجية غير النموذجية من الكلام يؤدي إلى تعطيل تيار التفاهم، الذي يعد قبل كل شيء الهدف الأساسي للغة. وإن الالتزام اللغوي لا يختلف عن أي نوع آخر من أنواع الالتزام الاجتماعي. فإذا كان مرغوبا أن تملك نظاما موحدا للمرور حتى لا يصاب السائقون في مناطق غير مناطقهم بالاضطراب، ولا يقعوا في حوادث تصادم فإن من المرغوب فيه على قدم المساواة في المناطق المتحدة سياسيا أن توجد بعض المقاييس التي تؤدي إلى الوحدة اللغوية، وتقلل من سوء التفاهم، ونقص وسائل الاتصال. وهؤلاء اللغويون الذين ينادون بمبدأ "دع لغتك وشأنها", واستعمل