السبب في أن الأيرلنديين يشعرون بأهمية اتخاذ الغيلية Gaelic كلغة وطنية في حين أن الأسكتلنديين لا يحملون نفس الشعور. وإن المعرفة بتاريخ الأمة الماضي سوف يعطي -غالبا- فهما ثاقبا للحقائق والاتجاهات اللغوية في الحاضر والمستقبل.
وربما كان من المرغوب فيه أن نؤكد مرة ثانية أن علوم اللغة الوصفية والتاريخية والجغرافية، ولو أنها متصلة ومترابطة، فإن لكل منهما نظرته الخاصة إلى اللغات.
فبالنسبة لعالم اللغة الوصفي كل اللغات على قدم المساواة لأنها -من وجهة نظر علم اللغة الوصفي- من الناحية الفعلية متساوية، وتتقاسم نفس الخصائص الأساسية "تركيبات صوتية وفونيمية, نظام نحوي, مفردات لغوية مستعملة".
أما بالنسبة لعالم اللغة التاريخي فاللغات تتفاوت في أهميتها تبعا لمدى انتشارها وسهولة معرفة تاريخها الماضي.
وإن لغة مثل اليونانية القديمة -بما تملكه من نصوص مسجلة مبكرة، وبما تتمتع به من وضوح تطورها التاريخي المبني على الوثائق- لا يمكن أن توضع على قدم المساواة مع لغة مثل الـMenomini التي لا تملك أي تاريخ مسجل.
إن اليونانية بالنسبة لعالم اللغة التاريخي على الرغم من ضآلة حجم المتكلمين بها اليوم، واختفاء نفوذها الحديث، لتعد أهم بكثير من اللغة الإندونيسية وحتى الروسية. وعالم اللغة الجغرافي لا بد أن ينظر إلى اللغات من زاوية أهميتها النسبية في عالمي اليوم والمستقبل القريب.
وإنه لمن اللغو أن نتوقع من اللغوي الجغرافي أن يعامل لغات مثل Hopi وZuni على قدم المساواة مع لغة مثل الفرنسية والإسبانية، تتمتع بجمهور كبير، وبرقعة أرضية واسعة وبمكانة سياسية واقتصادية مرموقة.
وليس هذا نوعا من التقييم للغات، أو حكما ذاتيا بعيدا عن الموضوعية