أما مصطلح اللغة المقدسة liturgical tongue فيستعمل عادة في الطقوس الدينية مثل اللغة اللاتينية في المناطق الكاثوليكية الرومانية، ومثل هذه اللغة تؤثر بعمق في اللغة المتكلمة بهذه المنطقة، حيث يظهر مفعولها في شكل كلمات وصيغ وتعبيرات كثيرة، واللغة العربية باعتبارها لغة القرآن المقدسة تتكلم وتفهم على شكل واسع في البلاد المسلمة التي لا تتكلم اللغة العربية مثل إيران وباكستان.
وكثيرا ما تبرز لغة ما نتيجة لقيمتها الثقافية، وبهذا نجدها تدرس وتستعمل في بلاد لا تتخدها لغة بلدية، وإن مكانة اللغة الفرنسية لمعروفة جيدا باعتبارها لغة دبلوماسية، ولغة ذات ثقافة عامة في معظم أنحاء العالم، وعلى امتداد فترات طويلة تبلغ قرونا عديدة، وعلى الرغم من أن نفوذها ربما كان لبعض الوقت راجعا إلى نفوذها السياسي أو العسكري فإن مكانتها اليوم ثقافية محضة.
واللغة الفارسية مثل الفرنسية -في كثير من البلاد الإسلامية- حيث تتخذ لغة ثقافية Cultural language وغالبا، ما تمتزج الصفات المقدسة والثقافية لدرجة يصعب معها تخليصهما بعضهما من بعض، وقد بدأت اللغة اللاتينية كلغة مفروضة نتيجة الاستعمار، ثم أصبحت لغة أهلية في الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية، واستمرت لغة مقدسة وثقافية مدة طويلة بعد سقوط الإمبراطورية، وما تزال حتى الآن تستعمل بهاتين الصفتين.
واللغة الوسط Koine or compromise language هي تلك الصيغة التي تحوي ملامح من لهجات عدة متصلة، والتي تبرز في النهاية كلغة بلدية ورسمية.
وإن اللهجات اليونانية القديمة قد تبلورت عن لغة وسط استعملت في الفترة اليونانية الكلاسيكية المتأخرة، وخلال آلاف السنين في الإمبراطورية البيزنطية.
وإن اللغة النموذجية الأدبية الإيطالية قد انبثقت عن نفس الطريق، وربما وصف كذلك بأنها لغة وسط، ومثل هذا قد يصدق على لغة الباهاسا في