لكل مقطع، ومن واجب عالم اللغة التاريخي أن يحاول الكشف عما إذا كان الأخير قد تغير، بينما بقي الأول ثابتًا، ولأي مدى افترق النظامان في النهاية.
إن الأساليب شبه العلمية التي تستخدم في تحليل الرموز، وتهتم بفك ما انغلق من مبهمات الخطوط غير المعروفة، سواء كانت تصويرية أو مقطعية أو صوتية، وإعادة كتابتها، لتعد فرعا قائمًا بذاته1. وبمجرد أن تتم إعادة الكتابة تبدأ محاولة تفسير تلك الرموز من ناحية المعنى، وأخيرا يأتي ربط النص المكتوب بالعادات الكلامية المحتملة لأعضاء هذه الجماعة.
وإن المشاكل المتعلقة بتلك الرموز تتفاوت -إلى درجة كبيرة- من لغة إلى لغة، وتختلف خطة العمل تبعًا لذلك، وربما كان من الأحسن أن نشير إلى بعض الأمثلة المعروفة لتوضيح ذلك، في حالة حجر رشيد Rosetta Stone الذي أمدنا بمفتاح اللغة المصرية القديمة، وجد الفاحصون أنفسهم منذ البداية أمام نصوص ثلاثة متماثلة كتب أحدهما بالرموز الهيروغليفية المصرية "التي تنقش عادة على الحجارة" وثانيها صورة أخرى أكثر استعمالا لنفس الرموز تظهر عادة على أوراق البردي، وأما الثالثة فكانت بالإغريقية، وبما أن الإغريقية كانت معروفة بالفعل فقد كان الأمر أمر وقت فقط حتى تم اكتشاف غامض اللغة المصرية القديمة "أخذ ذلك فعلا أكثر من 20 سنة" وقد كانت أول خطوة في حل تلك الرموز هي فصل تلك الرموز، الدالة على الأسماء الملكية المعروفة فعلا بعد اكتشافها في الآثار الفرعونية، ثم إعادة كتابتها بمساعدة مقابلاتها الإغريقية.
وإن اللغة الإترورية صلى الله عليه وسلمtruscan المكتوبة بحروف هجائية يسهل فك رموزها والتي كانت الأصل المباشر للغات الرومانية -لم يتوصل بعد إلى حل