الأمريكية، أما اللغات التصريفية واللغات اللاصقة فتمثل مكانا وسطا بين الطرفين.
وإنه لمن الممكن تمامًا لأي لغة أن تغير قالبها خلال تاريخها، وتنتقل من النظام التركيبي إلى النظام التحليلي أو العكس. ويعد التغير الأول أكثر شيوعًا من الثاني، على الأقل بالنسبة للغات التي تعرف عن تاريخها معلومات أكثر. واللغة الإنجليزية -على سبيل المثال- قد بدأت أولا في صورة لغة تركيبية تصريفية هي الأنجلوسكسونية، ولكنها -على مر التاريخ- أسقطت كثيرًا من نهاياتها التصريفية مستخدمة بدلا منها كلمات مساعدة أو حروفًا، أو مستغلة ترتيب الكلمات في الجملة ... إلخ، ويعكس الانتقال من اللاتينية إلى الرومانسية سمات مماثلة وخصوصا فيما يتعلق ببنية الأسماء، والانتقال من السنسكريتية إلى الهندية قد صحبه تغيير في النظام التصريفي المتطرف إلى نظام لصقي بدرجة كبيرة، ومن الناحية الوصفية، من الممكن للشخص أن يقول إن النظام المفرد فوق التحليلي superanalytical يعكس زيادة الثقل في جانب المورفيمات الحرة، في حين النظام فوق التركيبي supersynthetic أو التركيبي المتعدد polysynthetic يبين زيادة الثقل في جانب المورفيمات المتصلة1.
وإن الحركة الآلية للتحول من الصفة التركيبية إلى التحليلية تستدعي عادة إسقاط النهايات، وتؤدي إلى تداخل النظامين: الإعرابي declensional والاشتقاقي conjugational اللذين كانا منفصلين من قبل، وما زال محل نقاش وجدال، ما إذا كان إسقاط النهايات يحدث نتيجة الرغبة الباطنة للمتكلمين في تيسير لغتهم، أو أن ذلك متصل بزيادة النبر على أجزاء أخرى من الكلمة مما يؤدي إلى إضعاف هذه النهايات والتقليل من قيمتها.