اللغوي أقل ثقافة كان أفضل، لأن المتعلمين أو الأكثر تعلمًا في المنطقة تتأثر لغتهم بمعلوماتهم واحترامهم للغة الأدبية الوطنية". وفي حالة المسميات الممكن تصويرها تستخدم الصور حتى لا يقع الراوي اللغوي تحت تأثير صيغة الكلمة الموجودة في السؤال، وبعد ذلك، فإن المادة التي ينطقها الراوي اللغوي إما أن تكتب بالطريقة الصوتية، أو تسجل على جهاز تسجيل، أو تستخدم الطريقتان معًا. وفي مرحلة المقابلة والمعارضة فإن كل كلمة أو عبارة أو اصطلاح يوضع على خريطة مستقلة كبيرة للمنطقة، ويحتوي الأطلس اللغوي لفرنسا -على سبيل المثال- على خريطة منفصلة كبيرة لكلمة "حصان" كما تستعمل -في لغة الكلام- في حوالي خمسمائة منطقة فرنسية مختلفة، وهناك خريطة ثانية للكلب وثالثة للقط وهكذا، والمحصل النهائي لهذه الخرائط يعطينا مجموعات من الخطوط المتقاطعة التي تمثل كل منها واحدة من الخمسمائة لهجة محلية ليس فقط فيما يتعلق بالمفردات، ولكن أيضًا فيما يخص مجموعات الكلمات التي تخدم الغرض النحوي، وبهذا يصبح من الممكن تماما استخلاص نحو وصفي لكل لهجة من تلك اللهجات المحلية باتباع أسس التحليل الفونيمية والصوتية السابق الإشارة إليها.
والأطلس اللغوي يصبح بعد إتمامه مرجعًا للغوي، حيث يزوده بالمعلومات التي يريدها بدلا من الخروج بنفسه، ومحاولة الذهاب إلى الحقل اللغوي في المنطقة موضوع اهتمامه، وإن كان نزول اللغوي المباشر إلى الحقل اللغوي قد يصبح ضروريًا مع وجود الأطلس اللغوي حينما تواجهه مشاكل خاصة.
وهناك واحد من أهم العيوب التي تقلل من قيمة الأطلس اللغوي، وهو أنه لا يثبت على مر الزمن مادامت اللهجات المحلية تتغير ربما بدرجة أسرع من اللغة الوطنية، ولهذا فإنه في بعض الأحيان يعاد إجراء عملية المسح اللغوي بعد مرور سنوات عدة، ويصبح من الممكن حينئذ عمل مقارنة بين نتائج الأطلسين وتكوين صورة شبه تاريخية عن التغيرات المتشابكة في كلام مجتمع معين.