أحبتي في الله ..
الكلام سهل، والوصف والتوصيف غاية في البساطة، والوهم قاتل، والأماني تغر، والمَحَكُّ هو العلم، فأين الأعمال؟، كثيرًا ما نسمع كلامًا ونحصل على وعود ولا نرى عملًا حقيقيًّا مؤثرًا، كما قيل: أسمعُ ضجيجًا ولا أرى طحنًا.
كثير من الشباب في غاية الكسل، لا يعمل ولا يتحرك ثم يشتكي الفتور! .. ويشكو عدم الخشوع، ويشكو قسوة القلب، ودواؤه بين يديه، قم واعمل، قال سبحانه وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
إننا وبين يدي رمضان، نحتاج إلى همة عالية، نحتاج أن ندخل رمضان بنفسية التحدي، أكون أو لا أكون .. وكأني بالصحابي الجليل أنس بن النضر وكان قد غاب عن غزوة بدر، ونزل قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا في سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218]، قال: والله لئن أشهدني الله مشهدًا ليرين ما أصنع .. إنني أتعجب من هذه العزيمة .. أنا في غاية الإعجاب بهذه الكلمة.
أخي الحبيب ..
كم فات في عمرك رمضان، لم تعتق رقبتك فيه على كثرة الفرص؟!
كم فات من عمرك رمضان لم تغفر ذنوبك المتقدمة على كثرة الفرص؟!
كم فات من عمرك رمضان، ولم تدرك ليلة القدر كما ينبغي على كثرة الفرص؟!
ليتك تصنع كما صنع أنس بن النضر فتقول كما قال: والله لئن بلغني الله رمضان .. ليرين ما أصنع ..