وشهر رمضان عند الله شهرٌ معظم، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]، وهذا يكفي تعظيمًا له؛ أن القرآن أنزل فيه، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر، فهو شهر عظيم تعظم فيه الطاعة وتعظم فيه كذلك المعصية، فافهم هذه القضية لتعلم خطورة الجناية على النفس بالمعاصي في رمضان.
قال العلماء: إذا قوي الداعي وتم الترك عظم الأجر، وإذا ضعف الداعي وتم الفعل عظم الوزر.
وقد استخرجوا هذه القاعدة من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجلٌ دعته امرأة ذاتُ منصبٍ وجمال؛ فقال: إني أخاف الله" (?)، الداعي إلى المعصية هنا قوي؛ لأنها هي الطالبة، ولأنها ذات منصب وجمال، ولكنه ترك ذلك لله، فهو في ظل عرش الرحمن، "وشاب نشأ في عبادة الله" هذا في ظل عرش الرحمن أيضًا؛ لأن الداعي إلى المعصية الحامل عليها قوي، وتم الترك فعظم الأجر.
والعكس بالعكس، إذا ضعف الداعي وتم الفعل عظم الوزر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخٌ زانٍ، وملكٌ كذاب، وعائلٌ مستكبر" (?)، شيخ زان أي رجل كبير السن ويقع في الزنا، فهذا إضافة إلى عقوبة الزنا أنه لا يكلمه الله، ولا يزكيه، ولا ينظر إليه، فكيف إذا جئت يوم القيامة فلم يكلمك الله؟، ولم ينظر إليك؟!