أحبتي في الله
لقي أحد السلف أخًا له فقال له: أترضى حالتك التي أنت عليها للموت؟، قال: لا.
قال: فهل عرضت عليها توبة من غير تسويف؟، قال: لا.
قال: فهل تعلم دارًا تعمل فيها غير هذه؟، قال: لا.
قال: فهل للإنسان نفسان إذا ماتت إحداهما عمل بالآخرى؟، قال: لا.
قال: فهل تأمن هجوم الموت على حالتك هذه؟، قال: لا.
قال: فما أقام على ما أنت عليه عاقل.
إنني -إخوتاه- إذا تخيلت أن هذه الأسئلة وجهت إليَّ أو إليكم، فلن نجيب بأكثر مما أجاب هذا الرجل الصالح، إنها أسئلة أود أن أوجهها لكل منكم بذاته وشخصيته، أسألك واجب أنت فيما بينك وبين ربك:
(1) أترضى حالتك التي أنت عليها للموت؟، بمعنى هل ترضى أن تموت الآن؟
(2) أترضى أن تقبض روحك هذه الساعة؟
لعل بعض الناس يقول: نعم، لكي أستريح، أقول: وما يدريك أنك ستستريح؟!، لعلك تخرج من نكد الدنيا وعذابها إلى نار الجحيم التي هي أنكى وأشد وأبقى.
(3) أترضى حالتك التي أنت عليها للموت؟