وإِذا عَزَمْتَ عَلَى الرَّحِيلِ فإنَّمَا ... حُزْنُ الفِرَاقِ يَحُزُّ في الأكَبَادِ
فيا شهرَنا غير ومُوَدَّعِ ودعناك، وغير مَقْلِىَّ فارقناكَ، كان نهارُكَ صدقةً وصيامًا, وليلُك قراءةً وقيامًا، فعليك منا تحيةً وسلامًا، أتراكَ تعودُ بعدَها علينا، أو يُدْرِكُنا المَنونُ فلا تؤولُ إلينا، مصابيحنا فيكَ مشهورةٌ، ومساجدُنا منكَ معمورةً، فالآن تُطفأُ المصابيحُ، وتنقطعُ التراويحُ، ونرجعُ إلى العادة، ونفارقُ شهرَ العبادةِ.
يا شهرَ رمضانَ تَرفَّق، دموعُ المُحِبين تَدَفَّق، قلوبهم من ألم الفراق تُشقق، عسى وقفةٌ للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام ما تخرَّق، عسى منقطعٌ عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسيرُ الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق.
اللَّهم أعتقنا من النار يا رب، اللَّهم تقبل منا رمضان، اللَّهم تقبل منا الصلاة والصيام والقيام وسائر الأعمال؛ إنك سميع عليم .. اللَّهم سلِّمْنا لرمضانَ، وسَلِّمْ رمضانَ لنا، وتسلَّمْهُ منا مُتقبلًا .. اللَّهم أَعِدْ علينا رمضانَ أعوامًا عديدة، وأزمنةً مديدة.
اللَّهم لك الحمد على أن وفقتنا لصيام رمضان وقيامه .. لك الحمد يا رب على أن وفقتنا لقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا .. لك الحمد بالإيمان، ولكَ الحمدُ بالإِسلام، ولكَ الحمدُ بالقرآن، ولكَ الحمدُ بالصلاة والصيام والقيام والصدقة والإحسان وقراءة القرآن .. لكَ الحمدُ أولًا وأخيرًا .. لكَ الحمدُ لا نُحصي ثَنَاءً عليك؛ أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك .. نحمَدُكَ حَمدًا يُوَافِي نِعمَك وُيكافِئُ مَزِيدَك .. ونستغفرك ربنا من جميع الذنوب والخطايا والطاعات ونتوب إليك؛ إنك أنت التَّوابُ الغفور الرَّحيم.