الإيقاظ وتنام؛ فاستدرك ما قد بقيَ من الأيام، قد رأيناك توانيت في الأولى والثانية والثالثة؛ فما بعد أن دنا الصبح.
أَتتركُ مَن تحُبُّ وأَنتَ جَارٌ ... وتَطلُبُهم وقَدْ بَعُدَ المَزَارُ
وَتَبكِي بعدَ نَأْيُهِمُ اشتياقًا ... وتَسْأَلُ فِي المنازلِ أينَ ساروا
تَرَكْتَ سُؤَالَهُمْ وهُمُ حُضُورٌ ... وتَرْجُو أن تُخَبِّرَكَ الدِّيَارُ
فَنَفْسَكَ لُمْ ولَا تَلُمِ المَطَايَا ... ومُتْ كَمَدًا فَليسَ لَكَ اعْتِذَارُ
حَنَانَيكَ يا شهرَ الصيام .. إيهٍ يا شهرَ الشهور .. مررتَ كالطيفِ وأسرعتَ الخُطا .. فكنتَ كالحُلم لا كبقيةِ الآماد .. وعليكمُ السلامُ يا شهرَ الإيمان ..
السَّلامُ عليكَ يا شهرَ رمضانَ، السلامُ عليكَ يا شهرَ الصيام والقيام وتلاوةِ القرْآنِ، السلامُ عليك يا شهر التجاوز والغفرانِ، السلامُ عليك يا شهر البركةِ والإحسانِ، السلامُ عليك يا شهرَ التحفِ والرضوانِ، السَّلامُ عليكَ يا شهرَ الأمان، كنت للعاصين حبسًا، وللمُتقينَ أنْسًا، السلامُ عليكَ يا شهرَ النسك والتعبد، السلامُ عليك يا شهر الصيام والتهجد، السلامُ عليك يا شهرَ التراويح، السلامُ عليك يا شهرَ الأنوارِ والمصابيح، السلامُ عليك يا شهرَ المتجر الربيح، السلامُ عليك يا شهرًا يُتركُ فيه القبيحُ، السلامُ عليك يا أنسَ العارفين، السلامُ عليك يا فخْرَ الواصفين، السلامُ عليك يا نورَ الوامقين، السلامُ عليك يا روضةَ العابدين، السلامُ عليكَ يا شهرًا يتسابقُ فيه المتقون، السلامُ عليكَ من فؤادٍ لفِراقِكَ محزُون.
فيا ليتَ شعري: هل تعودُ أيامُك أو لا تعودُ، ويا ليتنا تحققنا ما تشهدُ به علينا يوم الورود، ويا ليتنا علمنا مَن المقبولُ منّا ومن المطرودُ، وهل إذا عادتْ أيامُك فنحن في الوجود، وننافسُ أهل الركوع والسجودِ، أمْ قد انطبقت علينا اللُّحودُ، ومَزَّقنا البِلى والدودُ، فيا أسفًا لتصرُّمك يا شهر السُّعُودِ.