مدامع الخاشعين، أنت منتهى سرائر قلبي في خفايا الكتم، وأنت موضع رجائي بين إسراف الظلم، من ذا الذي ذاق حلاوة مناجاتك فلها بمرضاة بشر عن طاعتك ومرضاتك؟!، يا من يعصى ويتاب إليه، فيرضى كأنه لم يعص، بكرم لا يوصف، وتحنن لا ينعت، يا حنَّانًا بشفقته، يا متجاوزًا بعظمته، لم يكن لي حول فأنتقل عن معصيتك إلا في وقتٍ أيقظتني فيه لمحبتك، خضعتُ لك وخشعتُ لك إلهي لتعزني بإدخالي في طاعتك، ولتنظر إليَّ نظر من ناديته فأجابك، واستعملته بمعونتك فأطاعك، يا قريب، لا تبعد عن المغترين، يا ودود، لا تعجل على المذنبين.
• اللَّهم، استعملنا بسنة نبيِّنا، وتوفَّنا على ملته، وأوزعنا بهديه، وارزقنا مرافقته، وعرفنا وجهه في رضوانك والجنة، اللَّهم خذ بنا إلى سبيله وسنته، نعوذ بك أن نخالف سنته وسبيله، اللَّهم أقر عينه بمن يتبعه من أمته، واجعلنا منهم، وأوردنا حوضه، واسقنا مشربًا رويًّا لا نظمأ بعده أبدًا، اللَّهم ألحقنا بنبينا غير خزايا ولا نادمين، ولا خارجين ولا فاسقين، ولا مبدلين ولا مرتابين، واجعلنا من الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
• إلهي .. إن كان صغر في جنب طاعتك عملي، فقد كبر في جنب رجائك أملي.
• إلهي .. كيف أنقلب من عندك محرومًا وقد كان حسن ظني بك منوطًا؟!.
• إلهي .. فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآدميين.
• إلهي .. إن كانت أسقطتني الخطايا من مكارم لطفك، فقد آنسني اليقين إلى مكارم عطفك.