المظالم والإقبال على الله -عز وجل- بكنه الهمة، فذلك هو السبب القريب في الإجابة.

قال مالك بن دينار: إنكم تستبطئون المطر، وأنا أستبطئ الحجارة، أي نزول الحجارة.

وقال ابن المبارك: قدمت المدينة في عام شديد القحط، فخرج الناس يستسقون فخرجت معهم، إذا أقبل غلام أسود، فجلس إلى جنبي فسمعته يقول: إلهي .. أخلقت الوجوه عندك كثرةُ الذنوب ومساوئُ الأعمال، وقد حبست عنا غيث السماء لتؤدب عبادك بذلك، فأسألك يا حليمًا ذا أناة .. يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة، فلم يزل يقول: الساعة الساعة حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل جانب، قال ابن المبارك: فجئت إلى الفضيل فقال لي: مالي أراك كئيبًا؟، قال: أمرٌ سَبَقَنَا إليه غيرنا فتولاه دوننا، وقصصت عليه القصة فخرَّ الفضيل مغشيا عليه.

إخوتاه ..

الدعاء والمناجاة والتضرع والافتقار بالأسحار؛ عبادة لها لذة، وفي رمضان لها طعم آخر، لها في رمضان مذاق خاص، والسعيد السعيد من قام في السحر يناجي ربه ويتملقه؛ ليستنشق نسيم الأنس بالله، فوالله ثم تالله لو شممت نسيم الأسحار لاستفاق منك قلبك المخمور.

وفي هذا الفصل بالبكاء علي النفس، والرجاء لفضل الله، والخوف من النيران وطلب الجنان، نتعرض لأمثلة عطرة من مناجاة وأدعية السلف الأكابر، لنتعلم كيف نتملق ربنا ونستفتح لديه بالدعاء، ولم نتعرض لأدعية القرآن الكريم والسنة؛ فهي بفضل الله معروفة لديكم ومشهورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015