المكان وشرف الزعان ومضاعفة الأعمال، فليس الصيام فقط يتضاعف، بل هناك قيام وذكر وتلاوة قرآن وطواف وإطعام طعام، وأعمال بر وتقى لا تعد ولا تحصى، وشرب ماء زمزم، وسعي بين الصفا والمروة وتقبيل الحجر، وصلاة في الحجر.
ومس الركن لليماني، والوقوف في الملتزم، والصلاة خلف المقام، والصلاة في حجر إسماعيل، كل هذه أعمال لا تتيسر إلا هناك؛ فلذلك نعتمر في هذا الشهر التماسًا لبركة تلك الأعمال مجتمعة هناك، فأشعر قلبك أنك أتيت إلى هنا وتفعل كل هذه الأفعال طلبًا لتعظيم هذا الشهر العظيم لأن الله عظمه.
مسألة المكث في مكة أفضل من المكث في المدينة:
تجد بعض الناس يقول: سوف أنتهي من العمرة ثم أذهب إلى المدينة؛ لأن مكة مزدحمة، وأنا أشعر بارتياح قلبي في المدينة أكثر.
وهذه مسألة الترجيح فيها بالهوى، مسألة تقليد الناس واتباع أقوال العامة أن المدينة أكثر راحة عن مكة، وهذا مفهوم خاطئ، ومن تلبيس إبليس.
لا نريد أن ننساق وراء كلام الناس، لا بد لن يكون كلامنا منضبطًا بالشرع: في مكة توجد الكعبة بيت الله، وفي المدينة يوجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي أن نخلط بين ما لله من حق، وما لرسوله - صلى الله عليه وسلم - من حق، الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعا للمدينة فقال: "اللَّهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد" (?)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم إن إبراهيم حرَّمَ مكة وأنا أحرِّمُ المدينة" (?)، فالدعاء أن تكون