الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأنها دار ممر وعبور إلى حياةٍ أخرى. سرمدية خالدة، يجب أن يعمل لها الإنسان جُلَّ وقته من خلال تعامله مع هذه الحياة الفانية، فيترفع عن التعلق بالكثير من الأمور المعاشية، التي كانت تشغل باله في السابق عن مرضاة الله -عز وجل-.
(5) الإقلاع عن كثير من العادات الضارة:
في ظل غياب مفهوم التربية الإِسلامية في كثير من المجتمعات الإِسلامية، نشأت لدى أفراد هذه المجتمعات كثيرٌ من المعاصي المنتشرة التي استهان بها الناس، ومنها: التدخين، وسماع الموسيقى والأغاني، ومشاهدة ما يُبَثُّ في الفضائيات من أحاديث تخدش عقيدة المسلم، ومن مناظر تعمل على هدم أساسيات الأخلاق الإِسلامية.
فيتعرف الإنسان المسلم في فترة الاعتكاف، وقد خلا إلى خالقه، على مفهوم العبادة بصورتها الشاملة، وأنه يجب أن يكون متعبدًا لله -عز وجل- على مدار الساعة في حياته العامة والخاصة، وأن يبتغي مرضاة الله -عز وجل- في كل حين فشغله بالطاعة انشغال عن المعصية، وهذه المعرفة لمفهوم العبادة تجعله يقف على زيف لذة هذه المعصي السيئة، فهو عندما يتخذ حب ومرضاة الله -عز وجل- كميزان يزن به كل عمل يقوم به؛ يجد أن تلك المعاصي لا تتفق مع هذه المحبة لله -عز وجل-، بل تعمل في اتجاهٍ معاكس لها، ويجد بذلك أن مثل تلك المعاصي تخرجه من دائرة العبودية الصادقة لله؛ وإذا كان الأمر كذلك فيجب عليه أن يتخلص منها في أسرع وقتٍ ممكن.
فالمسلم العاقل الذي أخلص نيته لله -عز وجل- في اعتكافه يحرص كل الحرص على سلامة وكمال طاعته وعبادته لله -عز وجل-؛ فإذا كان قد ابتلي بشيء من هذه المعاصي؛ فالاعتكاف فرصة سنوية يستطيع فيها المعتكف أن