3 - فرح الله بالعبد:
فرح الله -عز وجل- باتخاذ المؤمنِ المسجدَ موطنًا يَقصد اللهَ فيه ويذكره، وهذه من النعم الجليلة من الله الجليل -عز وجل- على هذا العبد الفقير، ففي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما توطن رجلٌ مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبشَ الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم" (?).
الله أكبر!، لك أن تتصور من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تأويل تبشبش الله لك حال قدومك إليه وإقبالك عليه.
ومعرفة هذه الفضائل ضرورية بالدرجة الأولى للمعتكف؛ إذ أنها تعطيه دافعًا للاستمرار في اعتكافه بجدٍّ واجتهاد في طلب رضا الله -عز وجل-؛ حتى تستمر له هذه الحسنات والأجور.
(4) البعد عن الترف المادي:
فُتحت الدنيا على كثيرٍ من مسلمي اليوم، وتوفرت وسائل الراحة المختلفة التي كلما أَخلد إليها الإنسان ازداد في طلبها، وبذلك عملت وسائل الراحة هذه في زيادة الغفلة في حياة المسلم، ويشعر في كثيرٍ من الأحيان أن وسائل العيش المترف أمرٌ أساسي في حياته لا يستطيع أن يتخلى عنه.
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوةٌ حسنة، إذ كان راضيًا من الدنيا بالكَفَاف، وهو الذي كان يعطي عطاءَ مَنْ لا يخشى الفقر، ويتمتع بالطيبات متى تيسرت من غير سَرَفٍ ولا مخِيلَة؛ ليوضح لأمته حقيقة الزهد لتستَنَّ به فيه؛ لأنه إمام الزاهدين وقدوة المؤمنين ورحمة الله للعالمين.