الأسماء والصفات، والآيات التي تعرَّف بها إلى عباده بآلائه وإنعامه عليهم، وإحسانه إليهم.
2 - وتُطيِّبُ له السير آياتُ الرجاء والرحمة وسَعة البر والمغفرة، فتكون له بمنزلة الحادي الذي يطيب له السير ويهونه.
3 - وتقلقه آيات الخوف والعدل والانتقام وإحلال غضبه بالمعرضين عنه العادلين به غيره، المائلين إلى سواه، فيجمعه عليه ويمنعه أن يشرد قلبه عنه.
فتأمل هذه الثلاثة وتفقه فيها، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبالجملة: فيشاهد المتكلم سبحانه وقد تجلَّى في كلامه، ويعطي كل آية حظها من عبودية قلبه الخاصة الزائدة على مجرد تلاوتها والتصديق بأنها كلام الله، بل الزائدة على نفس فهمها ومعرفة المراد منها.
ثم شأنٌ آخر لو فطن له العبد لعلم أنه كان قبلُ يلعبُ، كما قيل:
وكنتُ أرى أَنْ قَدْ تَناهى بيَ الهوى ... إلى غايةٍ ما بعدَهَا لي مذهبُ
فلما تلاقَيْنَا وعاينتُ حُسْنَها ... تيقنتُ أني إنما كنتُ ألعبُ
فوآأسفاه وواحسرتاه كيف ينقضي الزمان وينفد العمر والقلب محجوب ما شم لهذا رائحة، وخرج من الدنيا كما دخل إليها وما ذاق أطيب ما فيها، بل عاش فيها عيش البهائم، وانتقل منها انتقال المفاليس، فكانت حياته عجزًا وموته كمدًا، ومعاده حسرة وأسفًا.
فإذا صلى ما كتب الله له جلس مطرقًا بين يدي ربه هيبةً له وإجلالًا، واستغفره استغفار من قد تيقن أنه هالك إن لم يغفر له ويرحمه، فإذا قضى من الاستغفار وطرًا وكان عليه بعد ليل، اضطجع على شقه الأيمن مُجِمًا لنفسه مُريحًا لها، مقوِّيًا لها على أداء وظيفة الفرض؛ فيستقبله نشيطًا بجِدِّهِ وهمته