زواهر ما أشرفَها، ولساعاته التي كالجواهر ما أظرفَها، أشرقت لياليها بصلاة التراويح، وأنارت أيامها بالصيام والتسبيح، حِليتُها الإخلاص والصدق، وثمرتها الخلاص والعتق.
فطوبى لعبدٍ صام نهاره، وقام أسحاره .. يا حُسنه ومصابيح النجوم تزهر، والناس قد ناموا وهو في الخير يسهر، غسلَ وجهَهُ من ماء عينهِ، وعينُ العينِ أطهر وأطهر.
إذا ما الليلُ أظلم .. كابدوه:
حبيبي في الله ..
لعل أطيب أوقات المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام، والخَلِيُّون هُجَّع، وقد سكن الكون كله، وأرخى الليلُ سدولهَ، وغابت نجومه، فتستحضر قلبك، وتتذكر ربك، وتتمثل ضعفك وعظمة مولاك، فتأنس بحضرته، ويطمئن قلبك بذكره، وتفرح بفضله ورحمته، وتبكي من خشيته، وتشعر بمراقبته، وتلح في الدعاء، وتجتهد في الاستغفار، وتفضي بحوائجك لمن لا يعجزه شيء، ولا يشغله عن شيء شيء، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن، فيكون، وتسأله لدنياك وآخرتك، وجهادك ودعوتك، وأمانيك ووطنك وعشيرتك، ونفسك وإخوانك.
الليل سكون وهدوء، وفي الهدوء تركيز وصفاء والناس نيام، وفي ذلك بعد عن الرياء، الليل خَلوة مع الله، وفي الخلوة قرب وأنس ومناجاة.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" (?)، وإنما كانت صلاة الليل أفضل؛ لأن