فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبَيِّ بن كعب، ثم خَرَجتُ معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: "نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون -يريد آخر الليل- وكان الناس يقومون أوله" (?).
* فضل أداء التراويح جماعة:
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: صمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمضان، فلم يقم بنا شيئًا من الشهر حتى بقي سبع -أي سبع ليال- فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة، فقال: "إن الرجل إذا صلى مع الإِمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة" (?)، فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونسائه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قلت: وما الفلاح؟، قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر.
والشاهد من هذا الحديث قوله: من قام مع الإِمام، فإنه ظاهر الدلالة على فضيلة قيام رمضان مع الإِمام.
قال صاحب "عون المعبود": حصل له ثواب قيام ليلة تامة.
وقيل للإمام أحمد: يعجبك أن يصلي الرجل مع الناس في رمضان أو وحده؟، قال: يصلي مع الناس.
وقال: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه، لحديث النبي "إذا قام مع الأمام ... ".