وَالْمُنَافِق لَا فطنة لَهُ وَالثَّانِي مُتَّصِل بقوله {وَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ وَلَكِن الْمُنَافِقين لَا يعلمُونَ} معز لأوليائه ومذل لأعدائه
523 - قَوْله {يسبح لله مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض}
{يعلم مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَيعلم مَا تسرون وَمَا تعلنون} إِنَّمَا كرر {مَا} فِي أول السُّورَة لاخْتِلَاف تَسْبِيح أهل الأَرْض وتسبيح أهل اسْم السَّمَاء فِي الْكَثْرَة والقلة والبعد والقرب من الْمعْصِيَة وَالطَّاعَة وَكَذَلِكَ {مَا تسرون وَمَا تعلنون} فَإِنَّهُمَا ضدان وَلم يُكَرر مَعهَا {يعلم} لِأَن الْكل بِالْإِضَافَة إِلَى علم الله سُبْحَانَهُ جنس وَاحِد لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء
524 - قَوْله {وَمن يُؤمن بِاللَّه وَيعْمل صَالحا يكفر عَنهُ سيئاته ويدخله جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا أبدا} وَمثله فِي الطَّلَاق سَوَاء لكنه زَاد هُنَا {يكفر عَنهُ سيئاته} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة جَاءَ بعد قَوْله {أبشر يهدوننا} الْآيَات فَأخْبر عَن الْكفَّار سيئات تحْتَاج إِلَى تفكير إِذا آمنُوا بِاللَّه وَلم يتَقَدَّم الْخَبَر عَن الْكفَّار بسيئات فِي الطَّلَاق فَلم يحْتَج إِلَى ذكرهَا
525 - قَوْله تَعَالَى {وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا} أَمر بالتقوى فِي أَحْكَام الطَّلَاق ثَلَاث مَرَّات ووعد فِي كل مرّة نوعا من الْجَزَاء فَقَالَ أَولا {يَجْعَل لَهُ مخرجا} يُخرجهُ مِمَّا دخل فِيهِ وَهُوَ