وكذا قوله: [من المنسرح]
وذات هدم عار نواشرها … تصمت بالماء تولبا جدعا (?)
فأجرى «التولب» على ولد المرأة، وهو لولد الحمار في الأصل، وذلك لأنه يصف حال ضرّ وبؤس، ويذكر امرأة بائسة فقيرة، والعادة في مثل ذلك الصفة بأوصاف البهائم، ليكون أبلغ في سوء الحال وشدّة الاختلال.
ومثله سواء قول الآخر: [من مجزوء الكامل]
وذكرت أهلي بالعرا … ء وحاجة الشعث التّوالب (?)
كأنه قال: «الشعث التي لو رأيتها حسبتها توالب»، لما بها من الغبرة وبذاذة الهيئة (?). و «الجدع» في البيت بالدال غير معجمة. حكى شيخنا رحمه الله قال:
أنشد المفضّل «تصمت بالماء تولبا جذعا» بالذال المعجمة، فأنكره الأصمعي وقال:
إنما هو «تصمت بالماء تولبا جدعا» وهو السيّئ الغذاء. قال: فجعل المفضّل يصيح، فقال الأصمعي: لو نفخت في الشّبّور (?) ما نفعك، تكلّم بكلام الحكل (?) وأصب!.