وإذا كنت تقول: «الأمر كلّه لله»، فتعلم أنه على سبيل أن لا سلطان لأحد دونه ولا استبداد وكذلك إذا قلت للمخلوق: «الأمر بيدك»، أردت المثل، وأنّ الأمر كالشيء يحصل في يده من حيث لا يمتنع عليه.

فما معنى التوقّف في أن «اليمين» مثل، وليست باسم للقدرة، وكاللغة المستأنفة؟ ومن أين يتصوّر ذلك وأنت لا تراها تصلح حيث لا وجه للمثل والتشبيه؟ فلا يقال: «هو عظيم اليمين»، بمعنى عظيم القدرة، و «قد عرفت يمينك على هذا»، كما تقول: «عرفت قدرتك».

وهكذا شأن البيت، إذا أحسنت النّظر وجدته إذا لم تأخذه من طريق المثل، ولم تأخذ مجموع المعنى من مجموع

التلقّي واليمين على حدّ قولهم: «تقبّلته بكلتا اليدين»، وكقوله (?): [من الطويل]

ولكن باليدين ضمانتي … وملّ بفلج فالقنافذ عوّدي

وقبل هذا البيت (?): [من الطويل]

لعمرك ما ملّت ثواء ثويّها … دليجة، إذ ألقى مراسي مقعد

وهو يشكوك إلى طبع الشعر، ورأيت المعنى يتألّم ويتظلّم.

وإن أردت أن تختبر ذلك فقل:

إذا ما راية رفعت لمجد … تلقّاها عرابة باليمين (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015