فأصبحت مثل الفرخ في العشّ ثاويا … إذا رام تطيارا يقال له قع

وهو كثير، ثم يعكس فيشبّه بالشيخ، كما قال أبو نواس يرثي خلفا الأحمر (?):

[من الرجز]

لو كان حيّ وائلا من التّلف … لوألت شغواء في أعلى شعف

أمّ فريخ أحرزته في لجف … مزغّب الألغاد لم يأكل بكفّ

كأنه مستقعد من الخرف وأعاده في قصيدة أخرى في مرثيته أيضا (?): [من المنسرح]

لا تئل العصم في الهضاب، ولا … شغواء تغذو فرخين في لجف

تحنو بجؤشوشها على ضرم … كقعدة المنحنى من الخرف

ويشبّه الظّليم في حركة جناحيه، مع إرسال لهما، بالخباء المقوّض، أنشد أبو العباس لعلقمة (?): [من البسيط]

صعل كأنّ جناحيه وجؤجؤه … بيت أطافت به خرقاء مهجوم

اشترط أن تتعاطى تقويضه خرقاء، ليكون أشدّ لتفاوت حركاته، وخروج اضطرابه عن الوزن، وقال ذو الرمة: [من الطويل]

وبيض رفعنا بالضّحى عن متونها … سماوة جون كالخباء المقوّض

هجوم عليها نفسه غير أنّه … متى يرم في عينيه بالشّبح ينهض

قالوا في تفسيره: يعني بالبيض بيض النعام، و «رفعنا»، أي: أثرنا عن ظهورها.

و «سماوة جون» أي: شخص نعام جون، و «سماوة الشيء»، شخصه. و «الجون» الأسود هاهنا، لأنه قابل بين البياض والسواد. ثم شبّه النّعام في حال إثارته عن البيض بالخباء المقوّض، وهو الذي نزعت أطنابه للتحويل. والبيت الثاني من أبيات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015