وهو من الشهرة بحيث لا يخفى. ثم إنهم يعكسون هذا التشبيه فيشبّهون الغدران والبرك بالدروع والجواشن، كقول البحتري يصف البركة (?): [من البسيط]
إذا زهتها الصّبا أبدت لها حبكا … مثل الجواشن مصقولا حواشيها
ومن فاتن ذلك وفاخره، لاستواء أوّله في الحسن وآخره، قول أبي فراس الحمداني (?): [من مجزوء الكامل]
انظر إلى زهر الربيع … والماء في برك البديع
وإذا الرياح جرت علي … هـ في الذّهاب وفي الرجوع
نثرت على بيض الصّفا … ئح بيننا حلق الدروع
وتشبّه أنوار الرياض بالنجوم، كقوله (?): [من الكامل]
بكت السماء بها رذاذ دموعها … فغدت تبسّم عن نجوم سماء
ثم تشبّه النجوم بالنّور كقوله (?): [من البسيط]
قد أقذف العيس في ليل كأنّ به … وشيا من النّور أو روضا من العشب
وكقول ابن المعتزّ (?): [من الطويل]
كأنّ الثّريّا في أواخر ليلها … تفتّح نور أو لجام مفضّض
وقال (?): [من الكامل]
وتوقّد المرّيخ بين نجومها … كبهارة في روضة من نرجس