وكذا قوله (?): [من الطويل] ..... تعرّض أثناء الوشاح المفصّل وقد اعتبر فيه هيئة التفصيل في الوشاح، والشكل الذي يكون عليه الخرز المنظوم في الوشاح، فصار اعتبار التفصيل أعجب تفصيل في التشبيه.
والوجه الثالث: أن تفصّل بأن تنظر إلى خاصّة في بعض الجنس، كالتي تجدها في صوت البازي وعين الديك، فأنت تأبى أن تمرّ على جملة أنّ هذا صوت وذاك حمرة، ولكن تفصّل فتقول فيهما ما ليس في كل صوت وكل حمرة.
واعلم أن هذه القسمة في التفصيل موضوعة على الأغلب الأعرف، وإلا فدقائقه لا تكاد تضبط.
ومما يكثر فيه التفصيل ويقوى معناه فيه، ما كان من التشبيه مركّبا من شيئين أو أكثر، وهو ينقسم قسمين:
أحدهما: أن يكون شيئا يقدّره المشبّه ويضعه ولا يكون.
ومثال ذلك تشبيه النرجس بمداهن درّ حشوهنّ عقيق، وتشبيه الشّقيق بأعلام ياقوت نشرت على رماح من زبرجد، لأنك في هذا النحو تحصّل الشبه بين شيئين تقدّر اجتماعهما على وجه مخصوص وبشرط معلوم، فقد حصّلته في النرجس من شكل المداهن والعقيق، بشرط أن تكون الداهن من الدرّ، وأن يكون العقيق في الحشو منها وكذلك اشترطت هيئة الأعلام، وأن تكون من الياقوت، وأن تكون منشورة على رماح من زبرجد فبك حاجة في ذلك إلى مجموع أمور، لو أخللت بواحد منها لم يحصل الشّبه. وكذلك لو خالفت الوجه المخصوص في الاجتماع والاتصال بطل الغرض، فكما بك حاجة إلى أن يكون الشكل شكل المدهن، وأن يكون من الدّرّ وأن يكون معه العقيق، فبك أيضا فقر إلى أن يكون العقيق في حشو المداهن، وعلى هذا القياس.