قاله في الأستاذ أبي علي، وقد استوزره فخر الدولة بعد وفاة الصاحب وأبا العباس الضبيّ وخلع عليهما وقول أبي بكر الخوارزمي (?): [من الطويل]

أراك إذا أيسرت خيّمت عندنا … مقيما وإن أعسرت زرت لماما

فما أنت إلا البدر إن قلّ ضوؤه … أغبّ، وإن زاد الضياء أقاما

المعنى لطيف، وإن كانت العبارة لم تساعده على الوجه الذي يجب، فإن الإغباب أن يتخلل وقتي الحضور وقت يخلو منه، وإنما يصلح لأن يراد أن القمر إذا نقص نوره، لم يوال الطلوع كل ليلة، بل يظهر في بعض الليالي، ويمتنع من الظهور في بعض. وليس الأمر كذلك، لأنه على نقصانه يطلع كل ليلة حتى يكون السّرار، وقال ابن بابك

في نحوه: [من المتقارب]

كذا البدر يسفر في تمّه … فإن خاف نقص المحاق انتقب

وهكذا ينظر إلى مقابلته الشّمس واستمداده من نورها، وإلى كون ذلك سبب زيادته ونقصه وامتلائه من النور والائتلاق، وحصوله في المحاق، وتفاوت حاله في ذلك، فتصاغ منه أمثال، وتبيّن أشباه ومقاييس، فمن لطيف ذلك قول ابن نباتة (?):

[من الخفيف]

قد سمعنا بالعزّ من آل ساسا … ن ويونان في العصور الخوالي

والملوك الألى إذا ضاع ذكر … وجدوا في سوائر الأمثال

مكرمات إذا البليغ تعاطى … وصفها لم يجده في الأقوال

وإذا نحن لم نضفه إلى مد … حك كانت نهاية في الكمال

إن جمعناهما أضرّ بها الجم … ع وضاعت فيه ضياع المحال

فهو كالشمس بعدها يملأ البد … ر، وفي قربها محاق الهلال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015