اسرار البلاغه (صفحة 363)

يُؤْخذ ما بين شيئين، ويُنْتَزع من مجموع كلام، هو كما عرّفتُك في الفرق بين الاستعارة والتمثيل بابٌ من القول تدخل فيه الشُّبهة على الإنسان من حيث لا يعلم، وهو من السَّهل الممتنع، يُريك أن قد انقاد وبه إباءٌ، ويُوهمك أنْ قد أَثَّرَتْ فيه رياضتُك وبه بَقيّة شِمَاسٍ.

ومن خاصّيته أنك لا تفرق فيه بين الموافق والمخالف، والمعترِف به والمُنكِر له، فإنك ترى الرجل يُوافقك في الشيء منه، ويُقِرُّ بأنه مَثَلٌ، حتى إذا صار إلى نظيرٍ له خَلَّط إمَّا في أصل المعنى، وإمَا في العبارة، فالتخليط في المعنى كما مضى، من تأوُّل اليمين على القوة، وكذِكْرهم أن القلب في الآية بمعنى العقل، ثم عَدِّهم ذلك وجهاً ثانياً. والتخليط في العبارة، كنحو ما ذكره بعضهم في قوله: " هوِّن عليكَ فإنّ الأُمورَ بكفِّ الإلهِ مقاديرُها " فإنه استشهد به في تأويل خبرٍ جاء في عِظَم الثواب على الزكاة إذا كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015