مددتَ يَدَيْك نحوهُمُ احتفاءً ... كمدِّهما إليهم بِالهِبَاتِ
ولما ضاق بطنُ الأرض عن أنْ ... يَضُمَّ عُلاكَ من بعد المماتِ
أصَاروا الجوَّ قبرَك واستَنَابُوا ... عن الأكفانِ ثوبَ السَّافياتِ
لعُظْمك في النفوس تبيتُ تُرعَى ... بحُرَّاس وحُفَّاظٍ ِثِقاتِ
وتُشعَلُ عندك النيرانُ ليلاً ... كذلك كنتَ أيامَ الحياةِ
ركبتَ مَطِيَّة، من قَبلُ زيدٌ ... عَلاَها في السِّنين الماضياتِِ
وتلك فضيلةٌ فيها تَأسّ ... تُباعد عنك تَعييرَ العُداةِ
أسأتَ إلى الحوادث فاستثارت ... فأنت قتيلُ ثَأْرِ النائباتِ
ولَوْ أنّي قَدَرتُ على قِيامي ... بفَرْضك والحقوق الواجباتِ
مَلأْتُ الأَرض من نَظْم القوافي ... ونُحْتُ بها خِلال النائحاتِ
ولكنّي أُصَبِّر عنك نفسي ... مخافةَ أن أُعَدَّ من الجُنَاةِ
وما لك تُرْبةٌ فأقول تُسْقَى ... لأنّك نُصْبُ هَطْلِ الهاطلات
عليك تحيّةُ الرَّحمن تَتْرَى ... برَحْمَاتٍ غوادٍ رائحاتِ
ومما هو من هذا الباب، إلاّ أنه مع ذلك احتجاج عَقْلي صحيح، قولُ المتنبي:
وَمَا التأنيثُ لاسم الشمسِ عَيْبٌ ... ولا التذكيرُ فخرٌ للهلال
فحقّ هذا أن يكون عنوانَ هذا الجنس، وفي صدر صحيفته، وطِرازًا