قلت: كذا نسبها أبو موسى على الشك، فقال: «خالد أو خلف» . وقال أبو نعيم:
«خالد» ، ولم يشك. ونقلاه عن البكائي، عن ابن إسحاق. والذي عندنا من طريق ابْنُ هشام، عَنِ البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق [1] : «خلف» ، بالفاء. وهو الصحيح، فإن نسبها يقضي بذلك، فإنها عمة طلحة الطلحات، وطلحة هو: ابن عبد الله بن خلف [2] ، لا خلاف فيه. وقيل فيها أيضا: أميمة وأمينة، وقد تقدما [3] . والله أعلم.
هند بنت أثاثة بْن عباد بْن المطلب بْن عَبْد مناف القرشية المطلبية، أخت مسطح بن أثاثة.
ذكرها العسكري في ترجمة أخيها مسطح [4] ، وذكرها ابن إسحاق أيضا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق قال: فحدثني صالح بن كيسان قال: ثم علت هند بنت [عتبة] [5]- يعني يوم أحد- على صخرة مشرفة، فنادت يا على صوتها، ثم قالت حين ظفروا بما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر [6]
ما كان عن عتبة لي من صبر ... أبي وعمي وشقيق بكري [7]
شفيت نفسي وقضيت نذري ... شفيت وحشي غليل صدري
وهي أطول من هذا. فأجابتها هند بنت أثاثة بن عباد، وكانت من اللواتي أسلمن بمكة:
خزيت في بدر وغير بدر ... يا بنت وقاع عظيم الكفر [8]
صبحك الله غداة الفجر ... بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري ... حمزة ليثي، وعلي صقري
وذكرها أيضا ابن [9] هشام، ولها أشعار غير هذا تجيب بها هند بنت عتبة.