وقال ابن كثير في حوادث سنة 347هـ: وقد امتلأت البلاد رفضاً وسباً للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين، وكل ملوك البلاد مصراً وشاماً وعراقاً وخراسان وغير ذلك من البلاد كانوا رفضاً وكذلك الحجاز وغيره، وغالب بلاد المغرب، وكثر السب والتكفير منهم للصحابة (?). ويؤيده كذلك ما ذكره السمهودي ـ رحمه الله ـ في كتابه وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، وهو يتحدث عن قبر فاطمة رضي الله عنها قال: وإنما أوجب عدم العلم بعين قبر فاطمة رضي الله عنها وغيرها من السلف ما كنوا عليه من عدم البناء على القبور وتجصيصها (?). وقال الشافعي ـ رحمه الله: ولم أر قبور المهاجرين والأنصار مجصصة، قال الراوي عن طاووس: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تبنى القبور أو تجصص ـ قال الشافعي: وقد رأيت من الولاة من يهدم بمكة ما يبنى فيها فلم أرَ الفقهاء يعيبون ذلك (?)

إن الحقيقة التاريخية تقول أن القرون الثلاثة المفضلة مضت وليس هناك قبور معظمة ولا مشاهد أو قباب ولا غيرها من مظاهر القبورية، ولا شيء من طقوس ومراسيم العبادات القبورية، وما حاول فعله الشيعة من ذلك فقد جُوبه بردع قوي من خلفاء المسلمين وأمرائهم، كأبي جعفر المنصور العباسي، وهارون الرشيد (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015