اساليب بلاغيه (صفحة 109)

- أنّ الأمر لا بدّ فيه من إرادة مأموره، وأنّ النهى لا بدّ فيه من كراهية منهيه (?).

وللنهى صيغة واحدة هى المضارع المقرون ب «لا» الناهية الجازمة، كقوله تعالى: «وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً» (?).

وقد تخرج هذه الصيغة إلى معان مجازية كثيرة منها:

- الدعاء: ويكون صادرا من الأدنى إلى الأعلى، كقوله تعالى: «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا، رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً» (?)، وقوله: «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا» (?).

وقول كعب بن زهير:

لا تأخذنّى بأقوال الوشاة ولم … أذنب ولو كثرت فىّ الأقاويل

- الالتماس: ويكون صادرا من أخ إلى أخيه أو صديق إلى صديقه، كقوله تعالى على لسان هارون يخاطب أخاه موسى: «قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي» (?). وقول المعرى:

لا تطويا السرّ عنى يوم نائبة … فانّ ذلك ذنب غير مغتفر

- التمنى: ويكون النهى موجها إلى ما لا يعقل، كقول الخنساء:

أعينىّ جودا ولا تجمدا … ألا تبكيان لصخر الندى

- النصح: كقوله تعالى: «وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015