اليهودية للخليفة، وخلع الخليفة بعد ذلك بقرارٍ حمله ثلاثة؛ اثنان منهم من اليهود, ثم ما أعقب ذلك من إعلان وعد بلفور سنة 1336هـ-1917م, من جانب وزير الخارجية البريطانية, بمنح فلسطين وطنًا قوميًّا لليهود, وما تَمَّ من هجرةٍ لليهود في ظل ذلك الانتداب البريطانيّ، وانسحاب بريطانيا سنة 1367هـ- 1948م من فلسطين؛ ليتمكن منها اليهود بعد ذلك، واتفاق المعسكرين الشيوعيّ والرأسماليّ على الاعتراف بإسرائيل وتدعيها..

الأمر الذي لا يزال حتى اليوم باديًا، فروسيا تمد إسرائيل بالقوة البشرية والقوة العقلية، وأمريكا تمدها بالقوة العسكرية والقوة التكنولوجية.

كل ذلك أو بعضه, قد يثير أو يشير إلى أن خطوة أتاتورك بإلغاء الخلافة لم تكن عن حسن نيةٍ, ابتغاء المصلحة الوطنية لتركيا, خاصةً إذا أضيف إليها ما قيل عن شروط كيرزون لمنح تركيا الاستقلال, ومن بينها إلغاء الخلافة الإسلامية.

نقول: سواء كانت جريمة أتاتورك بحسن نية أو بسوء نية, فلقد حققت لأعداء الإسلام ما بيغونه بنقص عرى الإسلام؛ أولها: الحكم, وآخرها الصلاة.

وكان المفروض أن تقف الحملة الضارية على الإسلام والمسلمين عند حدِّ تقطيع دولة الخلافة, والقضاء عليها, لكن الصليبيين وعوا من الإسلام درسًا هامًّا عن الإسلام والمسلمين, وهو ما صرح به أحدهم من أن صحوة الإسلام تتم بسرعة، وما صرَّح به بعضهم, من أن المسلمين أشد خطورة عليهم من اليهود والبلاشقة والشعوب الصفراء1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015