ولا نحسب الرجل أشد حذرًا من رئيس عربيّ ظل ينتسب لمحفلٍ ماسونيٍّ حتى بعد أن صار زعيم ثورة, ورئيس دولة, فلمّا فاحت, أمر بحلِّ كل المحافل الماسونية في بلده, وأما الذي نأخذه على الرجل العالم:

أولًا: اقتصاره من الإسلام على الإصلاح عن طريق التعليم, فالإسلام -كما سنشير- ليس مجرد ثقافةٍ فقط, لكنه منهاج تربية، ومنهاج حياة, وليته في هذا الجانب استطاع أن يصلح!!

ثانيًا: أن الرجل وهو في موضع القدوة للمسلمين مالأ الكافرين الذين غصبوا الديار, وما بعد الديار!

وإنكار القلب أن كنا نكتفي به من الشيخ الإمام, يفرض مع الإنكار الاعتزال, وإلّا فَقَدَ السلامة من الإثم, والبراءة من الذنب, فليس وراء ذلك النوع من الإنكار حبة خردلٍ من الإيمان.

ولا ندري.. هل كان الإمام يحفظ:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ، إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} 1.

وهل قرأ غيرها من الآيات في نفس المعنى, أم أن له فيه تأويلًا كتأويله في الملائكة, أو في سجودهم, أو في معصية آدم, أو في خلق عيسى -عليه السلام, أو في السجن، أو في السحر, أو غير ذلك مما أعمل فيه عقله الكبير؛ ليقول بالرأي في كتاب الله؟ !! ".

لقد مضى الرجل إلى ربه, فنترك له حساب سره وعلانيته, لكننا إزاء الظاهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015