تزييف العقيدة الإسلامية, وامتصاص ما فيها من قوة وجهاد وإيمان عن طريق التفرقة بين العقيدة والشريعة، وتصوير الإسلام بصورة الدين الذي يبذل غاية همه في العبادة كالمسيحية، إلى أن وصلوا إلى الفصل بين الدين والدولة، وفقد المسلمون ذلك السر الخطير الكامن في أصالة عقديتهم وجوهر دينهم1.
ويرى كثير من الباحثين أن الاستشراق تولد من الاستعمار والتبشير.
فالاستعمال: يرى في المفهوم الإسلاميّ السليم ما يعطي المجتمع الإسلاميّ قوةً تحول بينه وبين سيطرة الاستعمار، فعمل المستشرقون على تقويض العقيدة الإسلامية، وإحلال مفاهيم تحل الصداقة بين الدولة الغالبة والمغلوبة محلها، تحت اسم: الحضارة، أو العالمية، أو وحدة الثقافة والفكر البشريّ.
وأما التبشير: فإنه يستهدف الحيلولة دون توسيع الإسلام وانتشاره، وعدم منافسته للمسيحية في البلاد التي تحاول القيام بالتبشير ونشر المسيحية فيها.
والخطر الأكبر في نظر المبشرين هو في وصول مفاهيم الإسلام الصحيحة إلى عالم الغرب نفسه، ومما يذكر: أن المسلمين لما فتحوا مدينة القسطنطينية -عاصمة الدولة الرومانية الشرقية، وفيها مركز البابوية للكنائس الشرقية- هبَّ رجال الكنيسة, وقد هالهم الخطب العظيم، فأخذوا في الافتراء والتشنيع على الإسلام, وتشويه أحكامه الإلهية العادلة، وكان الدافع لهم في هذه الحملة الحيلولة بين رعاياهم الذين أقبلوا على الدخول في دين الله أفواجًا؛ ليصدوهم عن الإسلام الذي يبيح تعدد الزوجات والطلاق.
وجاءت الصهيونية فدخلت ميدان الاستشراق؛ لتحول دون اجتماع المسلمين في وحدة تقاوم اليهودية العالمية، وتواجه دولة اليهود الباغية -اسرائيل، والمستشرقون اليهود يعملون في هذا المجال.