وقبل أن يظهر التبشير كبديل عن الحروب لتحطيم عقيدة المسلمين وفكرهم, نشير إلى أن الحروب الصليبية أنتجت كذلك إنتاجًا فكريًّا, هو الاستشراق؛ إذ نفر قوم من الغربيين يدفعهم التعصب الصليبيّ إلى الكتابة عن الإسلام, فأفقدهم التعصب أمانة العلم، وعمدوا إلى تشويه الإسلام من عدة نواح:
- فرددوا أن القرآن من وضع محمد -عليه الصلاة والسلام، وأن سذاجة الصحابة وإيمانهم دفعهم إلى نقله على أنه من عند الله.
- وخلطوا في مصادر الأحكام الإسلامية بين المصادر الإلهية: القرآن والسنة, وبين الاجتهاد, ونظروا إلى الجميع على أنها من صنع البشر, فسووا بينها في المنزلة!
- ودعوا إلى التصرف الإسلاميّ لما يؤدي إليه في أكثر الأحيان من صرف أصحابه عن الجهاد, وهو أكثر ما يثير الصليبيين ويفزعهم. راجع "الصوفية في الإسلام" للمستشرق نيلكسون ص7، 8.