قال الجعديّ يصف الظعائن:
وأصبحن كالدّوم النواعم غدوةً ... على وجهة من ظاعن يتوسّم
هو قيّمهنّ الذي ينتجع بهنّ، والوجهة: الوجه الذي يؤمّه.
أخذه الوسن والسّنة، وهم في سكر سناتهم، وقد علته وسنةٌ. ورزق فلان ما لم يوسن به في نومه. ورجلٌ وسنان وامرأة وسنى. وفلانة ميسان الضحى، كقولك: نؤوم الضحى، وتوسّنها نحو تنوّمها إذا أتاها نائمة. قال:
كأن فاها لمن توسّنها ... أو هكذا موهناً ولم تنم
وقال حميد بن ثور:
ولقد نظرت إلى أغر مشهر ... بكرٍ توسن بالخميلة عوناً
أراد بالأغر: السحاب، وبالعون: الأرضين التي مطرت قبله، جعله بكراً وإياهنّ عوناً.
ومن المجاز: هو في سنة: في غفلة. وهو غارز رأسه في سنةٍ. وما هو من همي ومن سنتي أي حاجتي. وقضت الإبل أوسانها من الماء. وتقول: الخيل قضت أرسانها، حتى قضت أوسانها.
وشجت العروق والأغصان تشج وشيجاً، ومنه: الوشيج: عروق القصب. قال زهير:
وهل ينبت الخطيّ إلا وشيجه ... ويغرس إلا في منابتها النخل
ومن المجاز: بينهم واشجة رحم، ووشائج النسب. ووشج ما بينهم وتوشّج. قال:
والقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بعقدٍ شديد
وقال يصف نساءً:
مصاصٌ لبابٌ لم تشب فيه أشبةٌ ... وما وشجت فيه عروق الزعانف
وتطاعنوا بالوشيج: بالرّماح. قال أوس:
نبيح حمى ذي العزّ حين نريده ... ونحمي حمانا بالوشيج المقوّم
وقد وشجت في قلبي هموم.
امرأة جائلة الوشاح والوشاحين، ولها وشح وأوشحة، وتوشّحت واتشحت، ووشّحتها.
ومن المجاز: توشّح بثوبه وبنجاده: وخرج متوشّحاً بسيفه ومتّشحاً به، وظبية موشّحة: في جنبيها طرّتان مسكّيتان. قال أبو ذؤيب:
موشّحةٌ بالطرّتين دنا لها ... جنى أيكة يضفو عليها قصارها