لو جتني المنايا كان نموت في المقام ... ومن مات بعد يا قوم لقد استراح
ثم قال أبن خلدون: فاستحسنه أهل فاس وولعوا به ونظموا على طريقته وتركوا الإعراب الذي ليس من شأنهم وكثر شياعه بينهم واستحفل فيه كثير منهم ونوعوه أصنافا إلى المزدوج والكازي والملعبة والغل واختلفت أسماؤها باختلاف ازدواجها وملاحظاتهم فيها.
فمن المزدوج ما قاله أبن شجاع من فحولهم وهو من أهل تازا:
المال زينة الدنيا وعز النفوس ... يبهى وجوها ليس هي باهيا
فهل كل من هو كثير الفلوس ... ولوه الكلام والرتبة العاليا
يكبروا من كثر ماله ولو كان صغير ... ويصغر عزيز القوم إذا يفتقر
من ذا ينطبق صدري ومن ذا بغير ... وكاد ينفقع لولا الرجوع للقدر
حتى يلتجي من في قومه كبير ... لمن لا أصل عندو ولا لو خطر
لقد ينبغي نحزن على ذي العكوس ... ونصبغ عليه ثوبي من راس خابيا
أدى صارت الأذناب أمام الرءوس ... وصار يستفيد الواد من الساقيا
ضعف الناس عمل ذا أو فساد الزمان ... ما ندريو على من نكثرو ذا العتاب
أدى صار فلان اليوم يصبح بو فلان ... ولو ريت وكيف حتى يرد الجواب