وعاود الغصن زمان الصبا ... وأشرب الأنس جميع النفوس

وعمم النور رءوس الربا ... وجلل النور وجه الشموس

وأطرب الغصن نسيم الصبا ... فالدوح للشكر يحط الرءوس

واستقبل البدر ليالي التمام ... وصافح الصبح بكف خضيب

وراجع الأطيار سجع الحمام ... بكل ذي لحن بديع غريب

نواسم الوادي بمسك تفوح ... ونفحة الند به تعبق

وبهجة السكان منه تلوح ... وجوه من نورهم يشرق

وعرفهم بالطيب منهم يفوح ... كأنه من عنبر يفتق

والنهر قد سل كمثل الحسام ... حبابه تطفو وطورا تغيب

وقال ثغرها قد راق منه ابتسام ... يهنئ الأحباب قرب الحبيب

كواكب أبراجهن الخدور ... يلوح عنها كل بدر لياح

جواهر أصدافهن القصور ... نطمها السعد كنظم الوشاح

يا حبذا والله ركب السرور ... يبشر المولى بنيل اقتراح

ابتهج الكون بموسى الإمام ... واختال في برد الشباب القشيب

وعاده يخدم مثل الغلام ... شبابه قال عاد بعد المشيب

أكرم به والله وفد الكريم ... مولاتنا الحرة في مقدمه

مرضاتها تحظى بدار النعيم ... وتوجب التوفيق من منعمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015