ولمّا قضى المولى الإمام محمّد ... تحكم في الناس الأسى والتأسف
فلا جفن إلاّ مرسل سحب دمعه ... ولا قلب بالجوى يتلهف
وقد كادت الدنيا تميد بأهلها ... وقد كادت الشم الشوامخ ترجف
وقد كادت الأفلاك ترفض حسرة ... وكادت بها الأنوار تخفو وتكسف
ولكن تلافي الله أمر عباد ... بوارثه والله بالناس أرأف
فللذين والدنيا ابتهاج وغبطة ... وللثغر ثغر بالمنى يرتشف
أمان كما تندى الشبيبة نضرة ... يمد له ظل على الأرض أورف
طلعت على الإسلام في دولة الرضا ... فأمنته من كل ما يتخوف
بوجه يرينا البدر عند طلوعه ... وفي وجنه البدر المنير التكلف
وعزم كما انشق الصبح مصمم ... ورأى به بيض الصوارم ترهف
وحولك من حفظ الإله كتائب ... وفوقك من ظل السعادة رفرف
فوالله ما ندري وللعلم عندنا ... براهين عن وجه الحقائق تكشف
أوجهك أم شمس النهار تطلعت ... وكفك أم سحب الحيا نتوكف
فكم لك من ذكر جميل ومفخر ... عمم على أوج الكواكب يشرف
يزار به البيت العتيف وزمزم ... ويعرفه حتى الصفا والمعرف
ومن يسأل الأيام تخبره أنها ... بقومك تزهى في الفخار وتشرف
وهل تهدم الأيام بنيان مفخر ... تشيده آي كرام ومصحف
ولو كانت الأيام قبل تنكرت ... فباسمك يا بدري الهدى تتعرف
ألا لا ترعنا الحادثات فإننا ... عصابة توحيد به نتشرف