ودمت لألف مثله في سعادةٍ ... يذل بها باغٍ ويعتز مسلم
ولمّا رأيت الفخر جهد مقصر ... وأنك أعلى من مديحي وأعظم
ختمت ثنائي بالدعاء وهأنا ... أقلب في كف الندى وأسلم
ثم قال: ولمّا أنتقل مولانا الجد إلى رضوان الله ونعيم خلده، وقام مولانا الوالد ولي عهده بالأمر من بعده، وانشد رثاء في السلف، وهناء في الخلف، رحمه الله تعالى عليهما:
عزاء فإنَّ الشجو قد كان يسرف ... وبشرى بها الداعي على الغور يشرف
لئن غرب البدر المنير محمّد ... لقد طلع البدر المكمل يوسف
وإنَّ رد سيف الملك صوناً لغمده ... فقد سل من غمد الخلافة مرهف
وإنَّ طوت البرد اليماني يد البلى ... فقد نشر البرد الجديد المفوف
وإنَّ نضب الوادي وجف معينه ... فقد فاض بحر بالجواهر يقذف
وإنَّ صوح الروض الذي ينبت الغنى ... فقد أزهر الروض الذي هو يخلف
وإنَّ أقلعت سب الحيا وتقشع ... فقد نشات منها غمائم وكف
وإنَّ صدع الشمل الجميع يد النوى ... بيوسف فخر المنتدى يتألف
وإنَّ راع قلب الدين نعى إمامه ... فقد هز منه بالبشارة معطف
وقد ملك الإسلام خير خليفةٍ ... من البدر أبهى بل من الشمس أشرف
يعير محياه الصباح إذا بدا ... وتخجل يمناه الغمام وتخلف
فمن ور مرآه الكواكب تهتدي ... ومن فيض جدواه الحيا نتوكف