وفوقك من سعدٍ لواء مشهر ... ودونك من عزم حسام مصمم
إذا أنت جهزت الجياد لغارة ... فأن صبح الحي أغبر أقتم
فمن أشهب مهما يكر رأيته ... صباحا بليل النفع لا يتكتم
وأحمر قد أذكى به البأس جذوة ... إذا ابتل عطفا في الوغى يتضرم
وأشقر أعدى البرق لونا وسرعة ... ولكن له دون البروق التقدم
وأصفر في لون العشى وذليله ... ولون الذي بعد العشية يعلم
وأدهم مثل الليل غرة ... وبالشهب في حلى المقلد ملجم
وأشهب كالقرطاس صفحة ... كتاب من النصر المؤزر محكم
ورُبَّ جلاد من جدالٍ سطرته ... يراع القنا فيه تخط وترسم
وقام خطيب السيف فوق رءوسهم ... فأعجب منه أعجم يتكلم
فكم من رءوس عن جسوم أزالها ... فأثكل منها كل باغ يجسم
وزرق العيون للأسنة قد بكت ... ولا دمع إلاّ ما أسيل به الدم
ونهر حسام كلما أغرق العدا ... تلقتهم منه سريعا جهنم
فأصليت عباد المسيح من الوغى ... سعيراً به يرضى المسيح ومريم
أبر من التثليث بالله وحده ... فمن يعتصم بالله فالله يعصم
ونبه سيوفاً ماضيات على العدا ... وخل جفون المرهفات تهوم
ولله من شهر الصيام مودع ... على كل محتوم السعادة يكرم
تنزل فيه الذكر من عند ربنا ... فيبدأ بالذكر الجميل ويختم