ومنها:

لا عذر لي أنَّ كنت فيه مقصرا ... سدت صفاتك أوجه الأعذار

فإذا نظمت من المناقب درها ... شرفني منها بنظم دراري

فلذلك أنظمها قلائد لؤلؤ ... لألاؤها قد شف بالأنوار

ثم أورد هذا المؤلف قصيدة ميمية طويلة، أولها:

هناء له ثغر الهدى يتبسم ... وبشرى بها عرف الرضا يتنسم

تبسم ثغر الثغر عنها بشارة ... فأعدى ثغور الزهر منه التبسم

ولا عجب من مبسم الزهر في الربا ... فللبرق من خلف السحائب مبسم

عناية من أعطى الخليفة رتبة ... عليها النجوم النيرات تحوم

فمنه استفاد الملك كل غريبةٍ ... تخط على صفح الزمان وترسم

ومنه تلقى الهدى كل خليفةٍ ... كأنهم مما أفاد تعلموا

ومنها بعد نيف على ستين بيتاً:

وكم من لواء في الفتوح نشرته ... وللرعب جيش دونه يتقدم

فقل لملوك الأرض دونكم فقد ... أعلم ما لا زال بالنصر يعلم

تسامت به للنصر اشرف ذمة ... لها من رسول الله عهد مكرم

وكم من جهاد قد أقمت فروضه ... يزار به البيت العتيق وزمزم

وكم عزمةٍ جردت منها إلى العدا ... حساما به داء الضلالة يحسم

وكم بيت مال في الجهاد بذلته ... وأقرضت منه الله ما الله يعلم

وكم ليلة قد جئت فيها بليلةٍ ... من النقع فيها للأسنة أنجم

جرئت بها والله أجراها ... تؤمن فيها الخلق والخلق نوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015