ذو سطوةٍ مهما كفى ذو رحمةٍ ... مهما عفا ذو عفةٍ مهما قدر
كم سائلٍ للدهر أقسم قائلاً ... والله ما أيامه إلاّ غرر
مولاي سعدك كالمهند في الوغى ... لم يبق من رسم الضلال ولم يذر
مولاي وجهك والصبح تشابها ... وكلاهما في الخافقين قد اشتهر
إنَّ الملوك كواكب أخفيتها ... وطلعت وجهك في مظاهرها قمر
في كل يوم من زمانك موسم ... في طيه للخلق أعياد كبر
فاستقبل الأيام يندى روضها ... ويرف والنصر العزيز له ثمر
قد ذهبت منها العشايا ضعف ما ... قد فضضت منها المحاسن في السحر
يا بن الذين إذا تعد خلالهم ... نفذ الحساب وأعجزت عنها القدر
إن أوردتهم السيوف غدائراً ... مصقولة فلطالما حمدوا الصدر
سائل ببدر عنهم بدر الهدى ... فبهم على حزب الضلال قد انتصر
واسأل مواقفهم بكل مشاهد ... واقر المغازي في الصحيح وفي السير
تجد الثناء ببأسهم وجودهم ... في مصحف الحي المنزل مستطر
فبمثل هديتك فلتنر شمس الضحى ... وبمثل قومك فليفتخر من فخر
ماذا أقول وكل وصفٍ معجر ... والقول فيك مع الإطالة نختصر
تلك المناقب كالثواقب في العلا ... من رامها بالحصر أدركه الحصر
إن غاب عبدك عن حماك فانه ... بالقلب في تلك المشاهد قد حضر