أوليس في شأن المسير دلالة ... أن المقاصد من طلابك تكمل
ناداهم داعي الضلال فأقبلوا ... ودعاهم داعي المنون فجدلوا
عصوا الرسول إباية وتحكمت ... فيهم سيوفك بعدها فاستمثلوا
كانوا جبالا قد علت هضابها ... نسفتهم ريح الجلاد فزلزلوا
كانوا بحارا من حديد زاخر ... أذكتهم نار الوغى فتسيلوا
ركبت أرجلها الأداهم كلما ... يتحركون إلى قيام تصهل
كان الحديد لباسهم وشعارهم ... واليوم لم تلبسه إلاّ الأرجل
الله أعطاك التي لا فوقها ... فتحا به دين الهدى يتأثل
جددت الأنصار حلي جهادهم ... فالدين والدنيا به تتجمل
من يتحف البيت العتيق وزمزمها ... والوفد وفد الله فيه ينزل
متسابقين إلى مثابة رحمة ... من كل ما حدب إليه تنسل
سما كأفواج القطا قد ساقها ... ظمأ شديد والمطاف المنهل
من كل فروع الأكف ضراعة ... والقلب يخفق والمدامع تهمل
حتى إذا روت الحديث مسلسلا ... بيض الصوارم والرماح العسل
عن فتحك الأسنى عن الجيش الذي ... بثيابه أهل الوغى تتمثل
أهدتهم السراء نصرة دينهم ... واستبشروا بحديثها وتهللوا
وتناقلوا عنك الحديث مسرة ... بسماعه واهتز ذاك المحل
ودعو بنصرك وهو أعظم مفخرا ... إنَّ الحجيج بنصر ملكك يحفل
فاهنأ بملكك واعتمد شكرا به ... لطف الإله وصنعه تتخول
شرفت منه باسم والدك الرضا ... يحيا به منه الكريم المفضل