وجرت بسدتها الحداة كأنها ... قطع السفائن خضن بحر ليال
دعني أطارحها الحنين فإنني ... لا أنثني لمقالة العذال
وهي النازل أشبهت سكانها ... أعمارها تفضي إلى الآجال
بليت محاسنها وخف أنيسها ... والشوق والتذكار ليس ببالي
ولقد أقول وما يعنف ذو الهوى ... ذهب الغرام بحيلة المحتال
أحشى تذوب صبابة ومدامع ... تغري جفون المزن باستهلال
ووراء مطلع الخدور جآذر ... تجلي شموسا في غمام حجال
يا ساكني نجد وما نجد سوى ... نادي الهوى ومخيم الآمال
ما للضباء الآنسات بربعكم ... عطلا وهن من الجمال خوالي
أو للرياح تهب وهي بليلة ... فتهيج من وجدى ومن بلبالي
هي شيمة عذرية عودتها ... قلبا شعاعا ما يرى بالسالي
يا بنت من غمر العفاة نواله ... هلا سمحت ولو بطيف خيالي
فلكم بعثت مع النسيم تحيتي ... عودت ساري البرق من أرسالي
بالله يا ريح النعامي جرري ... فوق الخزامي عاطر الأذيال
وإذا مررت على الكثيب برامة ... صافح محيا الروضة المخضال
فيها المعاهد قد طلعن بأفقها ... زمنا ولم أجنح لوقت زوال