سرحت بمخصر الجوانب يانع ... تنساب فيه أراقم الأنهار

قد أرضعته الساريات لبانها ... وحللن فيه أزرة النوار

أخذت سعودك حذرها فلحكمة ... أغرت جفون المزن باستعبار

لمّا أرتك الشمس صفرة حاسد ... لجبينك المتألق الأنوار

نفثت عليك السحب نفث معوذ ... من عينها المتوقع الأضرار

فارفع لواء الفخر غير مدافع ... واسحب ذيول العسكر الجرار

وأهنأ بمقدمك السعيد مخولا ... ما شئت من عز ومن أنصار

قد جئت دارك محسنا ومؤملا ... متعت بالحسنى وعقبى الدار

وإليكها من روض فكرى نفحة ... شف الثناء بها على الأزهار

ثم قال: ومن ذلك ما أنشده رضي الله عنه في رحلة ركاب المجاهد إلى المرية بالقصر الصمادحي في حدود عشر سنين وسبع مائة:

الخمول تحن للأطلال ... ويشوقها ذكر الزمان الخالي

يثني أزمة هيمها شوق إلى ... ظل الأراك وأزرق سلسال

ذكرت بها الحي الجميع كعهدها ... والربع منها أخضر السربال

والدار حالية المعاطف والربا ... ومرادها بالروضة المخضال

أييان ما لعبت بها أيدي النوى ... وتراهنت في الحال والترحال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015